كتاب لمحمد طعيمة يتحدث فية عن تكهنات وفرص وراثة جمال مبارك لتركة ابوة (مصر طبعا )
من (جمهوركية ألـ مبارك.. صعود سيناريو التوريث) لمحمد طعيمة هل جمال آت.. أت.. كما يُصر البعض؟. سؤال شغل من كتبوا عن "القضية"، فالمسألة لا تتوقف عند تصفية الحرس القديم، كما نبه تقرير معهد الشرق الأوسط، فهناك "مؤسسات حاسمة" في مصر يجب ان تدعمه.
فجرت (ماري آن ويفر)، الباحثة الأمريكية المعروفة، مسألة الخلافة مع لواء متقاعد، قال وهو يبتسم: لا زلنا مثل أبو الهول. مع ذلك، عندما تذهبين الى أي ناد للضباط ستسمعين المناقشات تدور. لسنا بلداً تتوارث فيه الحكم عائلة واحدة. كان لعبد الناصر ابن وكان للسادات ابن، ولم يُهيأ أياً منهما فى الحالتين.
سألت ماري علي الدين هلال، الراعي السياسي لجمال، عن انتقادات اللواء. فقال دون ان يجيب على السؤال: من أهم أوجه قوة جمال ادراكه لضرورة الاصلاح. أُنظري الى تركيبتنا السكانية، ثلثي السكان تحت سن الخامسة والثلاثين. ويدخل800 ألف خريج سوق العمل كل عام، يشكلون90 % من البطالة. يفهم جمال أيضاً مشكلتنا الثانية، وهى نتيجة للأولى، انتشار التطرف خاصة بين الشباب. ظل الدين هو حديثنا الوحيد، كل مسألة يتم تلبيسها عباءة الدين. فائدة البنوك؟. السياحة؟. نمط الحياة الاسلامية الملائم؟. الدين يتخلل كل شيء. يعلم جمال هذا.
لكنها سمعت تقييماً مختلفاً عن جمال من الناشر هشام قاسم، قال: تابعت خطبه، جاهدت لأجد جديداً.. لا شيء، شخص عادي.. لا أكثر. كان تلميذاً عادياً ومصرفياً عادياً.
وردد مسؤول أمريكي قابل جمال مرات نفس الرأي، قال: يترك انطباعات جيدة، واثق من نفسه للغاية، ويفهم أكثر من والده من أين أتى الامريكيون. هذا هو الموضوع. لكن ماذا يوجد في داخله؟.
*****
قبل الثالثة
مع "مجرد خطوات تمهيدية" لسيناريو التوريث تكاد بنية الدولة الأقدم تاريخياً ان تتفكك.
والامر لا يقتصر على "أنكم.. انت وأبيك لا تدركان قيمة البلد الذي تحكمونه" كما قال المفكر الليبرالي الراحل سعيد النجار لجمال مبارك في نادي الدبلوماسيين، بل انهم اصلاً لا يعون معنى "دولة".. من مصلحتهم الإبقاء عليها ليجدوا ما يحكمونه.. وينهبونه.
حالة تجريف عام تتعرض لها مصر، توحش أمني لا يرحم أحد.. من العشوائيات إلى بنية الدولة القانونية/ القضاء.. وإهدار تام لفكرة "الوطن"، أخرها ترك "المواطنين" لتطحن عظامهم، بعد كرامتهم، تحت احجار جبل المقطم. وحرائق طاردت فئة من المصريين/ قطار الصعيد – مسرح قصر ثقافة بني سويف.. ثم مؤسسات هي أعمدة رئيسية في بنية مصر التي حلمنا بها دولة حديثة.. البرلمان والمسرح القومي ومصانع المحلة، ولكل منه دلالته في ذاكرة البلد. وحرائق الفتنة بين "عنصري الأمة" لم تعد تحت الرماد.. بعد ان أصبحت دائمة الإشتعال.
في ظل حكم الأب مبارك، ثم بالشراكة مع الإبن جمال، تآكل الرصيد الإقتصادي والسياسي والإقليمي والإجتماعي والثقافي.. و"الإنتمائي" للبلد. فاذا كان الأب لا يدرك معنى "رجل الدولة".. فالإبن وفريقه يتصرفون وكأنها "إقطاعية" يتقاسمون ناسها وزرعها وضرعها. ومع تجفيفهم المستمر لينابيعها، قننوا تعاونهم، على النهب الفوضوي، مع نماذج مثل ممدوح إسماعيل وأحمد عز وهشام طلعت مصطفى.. علناً وبفجاجة مُلاك الإقطاعيات.
توابع إفرازات "شراكة الأب والابن" المدمرة حركت "البعض" من داخل "بنية" النظام نفسه.. للتحذير.. ثم الإعتراض المباشر، الذي قيل انه أوقف "محاولة لتنفيذ" سيناريو التوريث كان مقرراً لها نوفمبر 2008. وتنقل مصادر لها صدقيتها أن عنصرين فاعلين جداً في بنية النظام، رغم ما يشاع بأن "العادي" هو تنافسهما، عرضا الإستقالة بهدوء.. حينما جاءهما رداً حاداً على إنتقادهما "المشترك"، لإستمرار خطوات التمهيد للتوريث.
الآن يحتد الجدل بين تورثين، الأول لصالح جمال، والثاني لصالح منظومة الحكم التي تعتمد على شرعية ثورة يوليو.. مع الحديث عن "مقايضة تاريخية".. تتضمن حزمة إصلاحات دستورية مقابل إعلان قوى المعارضة والحراك السياسي تأييدها لإستمرار ذات المنظومة.
لكن البداية كانت على صفحات جريدة (العربي). وقتها كانت "تلميحات" التوريث تظهر خجولة بالمجالس الخاصة، لتتشجع قليلاً بعد إشارة (الأستاذ هيكل) إليها بالجامعة الأمريكية.
قبلها لم يتعرض لها أحد بوضوح.. البعض عبر، في أعمدة الرأي، عن مخاوفه من تكرار سيناريو (بشار الأسد)، لكن أحدا لم يقترب من خطوط السيناريو كما كان يُطبخ.
حينها، وبعد لقاء (جاك سترو/ وزير خارجية بريطانيا) بجمال، منتصف 2002، دشن مصريون مقيمون بالخارج، تحديداً في تورونتو بكندا، حملة جمع توقيعات ضد التوريث، مع رصد لتطورات صعود جمال. إلتقطناها من منتداهم على الشبكة العنكبوتية إلى أوراق (العربي) بتأثيرها الأوسع إعلامياً وسياسياً. وكان أول تحقيق صحفي عن إرهاصات التوريث. وبدأت معارضة.. ثم مقاومة سيناريو التوريث تخرج للنور في ثلاث حلقات متتابعة.
أذكر وقتها كلمات المبدع.. الغارق في هموم وطنه (صنع الله إبراهيم) بكل قيمته لدينا.. "هذا عمل غير مسبوق في تاريخ الصحافة المصرية". كوسام سأظل أفخر به، ليشجعني على إكمال سلسلة تحقيقاتي عن التوريث، ثم توثيقها في هذا الكتاب.
لكل تحقيق منها ظرفه الخاص في تاريخ نشره. لكن يظل لكل منها "طزاجته الزمنية" وسبقه، ومؤشراً على تطور سيناريو التوريث. ومن الطبعة الثالثة حذفت ما رأيت ان الزمن تجاوزه، وأضفت ما تيسر لي متابعته من السيناريو.. أما الهوامش فترصد تطورات ما بعد النشر، حتى سبتمبر 2008.
وكلها - عدا تقرير (جمال وعلاء)- نُشرت في التجربة التي سيتوقف عندها تاريخ مصر أكثر فيما بعد.. (العربي) التي لم تخرق الخطوط الحمراء فقط.. بل ظلت منفردة بمحاربة التوريث لأكثر من عام قبل أن ينضم لها أخرون.
****
*** تقديم: صُنع الله إبراهيم.
الفهرس/
كشف اللا مستور.
1- إستفتاء على توريث مصر.
2- تكهنات غربية ترصد سيناريو "التوريث".
تداعيات. 3- صحف العالم تُشيد بجرأة "العربي".
4- أول نفي من مبارك للتوريث.
الجمهوركيــــــة
5- صحافة التوريث.
6- انتعاش لوبي التوريث.
7- ترسيخ مخاوف التوريث.
8- الزواج والبابا والزعيم والأحزاب.
به حكم الأب.. وعبره صعد الإبن 9- السينما تتهم "الوطني" ببيع البلد.
ضد التيــــــــــــــــــــــار10- فتح ملف تنحي مبارك.
11- منافســــــــــــة مبارك.
12- الشارع ينتظر من يقوده.
قانون الجمهوركية 13- شفافية هتك الأعراض.
الخيـــــــــوط
14- عمر سليمان، الرجل الذي لم يعد غامضاً.
15- دولـة سـوزان مبـــــــارك.
16- أنتيم جمال: مخاض لا ندري ماذا سيلد.
17- جمال وعلاء.
ع الهامش 1- جمال وبيع الديون: حوار مُجهل للأب.
2- الإبن والشيخ والجنرال: دراسة أمريكية.
ملحق صور(0) مانشيت أول إشتباك صحفي مع التوريث.
(1/2) تقرير أسوشيتدبرس بالهيرالد تريبيون.
(3) أول بيان ضد التوريث.
(4) حوار جمال مع وينا.
(5) تقرير دانيل سوبلمان "جمال مبارك.. رئيس مصر؟".